موت ما بين الغربة والإنتظار

مساء نقاء ومحبةٍ و صفاء

من بذخ وطن القول اخترت هذه المقولة

الزمن بطئ جداً لمن ينتظر .. سريع جداً لمن يخشى ..

طويل جداً لمن يتألم .. قصير جداً لمن يحتفل

لكنه الأبدية لمن يحب

قالها هنري
و طابت لحرفي و أخترتها

تتألم الأرواح داخل الأجساد دون أن يدرك من هم حولك حجم الألم المكبوت بداخلك

فقط عندما تفكر بالزمن وقسوته

وعندما قرأت هذه المقولة لمست بها شيء مؤلم

يزورني كل حين

تمعنت كثيراً في هذه الكلمة

الزمن بطئ جداً..

تذكرت أني ما زلت طفلة

تحلم و تفكر و تتمنى أن الوقت يمضي سريعاً
لتحقق أحلامها المؤجلة لعمر العشرين عاما

وعندما قرأت ..

لمن يتألم

أدركت أنها ليس مرحلة الطفولة بل هي مرحلة

الـ عشرون عاماً .. المخنوقة بداخلي

وعندما قرأت

سريع جداً لمن يخشى

أدركت أن هذا يشبه خوفي العابث بحدود عيني والراحل لبعيد

لذاك المستقبل المخبئ بـ لا ..

وعندما قرأت

طويل جداً لمن يتألم

نظرت للسماء وتذكرت أني أستغيث ربي كل مساء رحمة

وعندما قرأت

قصير جداً لمن يحتفل ..

تذكرت الليل و أحلامي

وعندما قرأت

أنه الأبدية لمن يحب ..

أيقنت أني لم أخلق لهذه اللحظة

فكل ما مضى من عمري كان لحظة انتظار

,,

وعندما قررت الكتابة

اخترت الصمت أمام هذه المقولة

وبقيت على هـذا الحال كثيراً

وأغتال الصمت قلمي

وكتبت ,,

مضى زمن على إنتظاري لك ولم أخبرك أن عقارب الزمن في غيابك

تصارعني تعانقني وكأنها أشواك تتشبث بي

ولا تتركني إلا وقد غرست أوجاعها في عنق صبري

فرشت أشواقي على أسطح المحطات وأختلست النظر

بحثت عن هالة ضوء تدلني عليك

لكن المحطات تنكرت لعناوينك وأقسمت على أن لاتوصلني إليك

يا أنت .. جعلتني كـ قنينة عطرٍ فارغة تجرفها الرياح على صحاري غيابك

ولا تجد لها شاطيء أو مرفأ لترسو عليه

ليت الزمن يمضي بي سريعاَ وحلواً كـ الشهد

كـ الأوقات التي أكون بها بين يديك وعلى مرآة من عيونك

يا أنت ..تعبت من هذا التفكير الطويل .. وتعبت من النظر
وتأمل المستحيل
فـ قررت أن أبقى حيث الطفولة
والتمسك بـ حقيبة أحلامي

يسلمووووووووووا ايديك

الله يسلمك