شهد العقد الأول من القرن العشرين ستة زلازل كبيرة أسفرت عن مصرع مئات الآلاف من البشر، وكان آخر أضخم الزلازل ذلك الذي ضرب مقاطعة سيشوان الصينية وأدى إلى مقتل قرابة 70 ألف شخص، أما في منطقة أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي، فكان آخر أكبر زلزال ضرب المنطقة ذلك الذي وقع في الم**يك عام 1985، وأسفر عن مصرع حوالي 10 آلاف شخص، على أنه خلال الربع قرن الأخير كانت الزلازل الكبيرة كلها في آسيا تقريباً.
أما زلزال هايتي فهو الأكبر في جزيرة "هسيبانيولا"، وهي الجزيرة التي تشترك فيها هايتي مع جمهورية الدومنيكان، منذ ما يقرب من قرنين، رغم أنه لم يتم حتى الآن حصر الخسائر في الأرواح أو الخسائر المادية للزلزال وتوابعه.
على أن الصور ولقطات الفيديو تكشف عن حجم دمار هائل للزلزال البالغة قوته 7.0 درجات بحسب مقياس ريختر.
ما يميز زلزال هايتي أنه وقع على بعد 16 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة، وأنه قريب من القشرة الأرضية، وربما يكون هذا السبب وراء الخسائر الناجمة عنه.
العلماء سبق أن حذروا من احتمال وقوع هذه الكارثة منذ سنوات، فقد قدم خمسة من العلماء دراسة خلال المؤتمر الجيولوجي الثامن عشر لمنطقة الكاريبي، الذي عقد في مارس/آذار عام 2008 بسانت دومينغو في الدومنيكان، جاء فيه أن منطقة الصدع الواقعة في الجزء الجنوبي من الجزيرة معرضة "لخطر زلزالي كبير."
وزلزال هايتي هذا يقع في نطاق المنطقة التي حددها العلماء في دراستهم، أي في منطقة الصدع المعروفة باسم "صدع إنريكيو-بلينتين غاردن" وهو صدع قريب الشبه بصدع "سان أندريز" في كاليفورنيا الأمريكية.
وقال بول مان، أحد العلماء ممن أعدوا الدراسة والأستاذ في المعهد الجيوفيزيائي بجامعة ت**اس: "لقد كنا نشعر بالقلق بشأن هذا الأمر، فالمشكلة في مثل هذه الزلازل أنها قد تظل هادئة وساكنه لمئات السنين قبل أن تضرب من جديد."
وأوضح أن هذا هو السبب وراء عدم القدرة على التنبؤ بوقوع الزلزال.
ومن مميزات صدع إنريكيو-بلينتين غاردن أن الصفائح فيه تتحرك باتجاه بعضها بعضاً بصورة أفقية، بحسب ما أفاد مان.
وتقع جزيرة "هيسبانيولا" بين صفيحتين تكتونيتين، صفيحة أمريكا الشمالية وصفيحة الكاريبي، وتعمل الصفيحتان على خنق الجزيرة وتحطيمها، ومن هنا جاء الزلزال المدمر، بحسب الخبير مايكل بلانبيد، المنسق المساعد لبرنامج المركز الجيولوجي الأمريكي لأخطار الزلازل.
وخلال خمسة قرون، شهدت المنطقة القريبة من جزيرة بورتوريكو وهيسبانيولا وجزر العذراء، في البحر الكاريبي، وقوع ما يزيد على 10 زلازل تزيد قوتها على 7 درجات بحسب مقياس ريختر، بحسب ما أشار العلماء.
وكان آخر زلزال كبير ضرب المنطقة في العام 1946، وبلغت قوته آنذاك 8 درجات بحسب مقياس ريختر، ووقع بالقرب من جزيرة هيسبانيولا، وتسبب بحدوث موجات مد عاتية "تسونامي"، وشردت ما يزيد على 20 ألف شخص، بحسب مركز المسح الجيولوجي الأمريكي.
أما آخر زلزال ضرب منطقة مدينة بورت أو برينس فكان في العام 1770.