لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشياء كثيرة تفرض نفسها علينا دون سابق إنذار
هذه القصة وقعت لي فارتأيت سردها لعلي أجد من عايشها مثلي
بينما أتجول في أسواق مدينتي دخلت أحد(( البزارات))
وهو عبارة عن محل تباع فيه التحف الأصيلة غالبية رواده من السواح الأجانب
فجأة ، اتجهت صوبي سائحة في الأربعين من عمرها تقريبا.. فاتحة ذراعيها تتكلم بلغة
لا أفهمها عرفت فيما بعد أنها تركية أحتضنتني بحنان وهي تجهش بالبكاء، كنت خائفة
لدرجة التجمد، إلتف حولنا كروب السواح بأكمله حيث أصدروا ضجة جعلتني أصاب بالدوار..
حاول أحد الأشخاص سحبها لكن دون جدوى.. ياإلاهي ..ما خطب هذه السيدة ومادا تريد مني ؟؟
أخيرا حضر المنقد أقصد المرشد صحبة رجل في الخمسين ،عرفت في ما بعد أنه زوج السيدة ،كان
يحاول تهدئتي.. فهمت ذلك من تعابير وجهه،كان يحدث المرشد وبدوره يفهمني أنني أشبه ابنتها
التي ذهبت ضحية حادثة مروعة من ستة أشهر، لم تستوعب الأم المسكينة رحيل ابنتها ..حيث عانت من
أزمة نفسية دخلت على إثرها إلى المصحة، وسفرها إلى مدينتي كان جزءا من العلاج اقترحه الطبيب المعالج
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..جاءت لتنسى فإذا بها تجد من يذكرها ويفتح جرحها الذي لم يندمل بعد.
ارتأيت لحالها.. لكن فضولي بشبيهتي كان أكبر طلبت من المرشد أن يطلعوني على صورتها ، فتحت الأم المسكينة
حقيبتها ومن بين أوراق كثيرة ناولتني الصورة.. ياإلاهي إنها أنا..أنا مع فرق بسيط.. طلبت منها إن كنت أستطيع
أن أحتفظ بالصورة، لم تمانع طلبت من المرشد إستضافتهما أي السيدة وزوجها في بيتنا ، اعتذر بلباقة لأنهم سيغادرون
المدينة بعد ساعة ، ودعتهم وعدت للبيت ومن يومها وأنا حزينة.
أراقب الصورة ..أخاطبها..تعلقت بها لدرجة أفقدتني صوابي.
هل من الممكن أن يتعلق الإنسان بشخص لمجرد الشبه؟؟
منقول